@@@حب منشور في السطح@@@ , :::كاملة مكمولة:::, بقلمي الحزين

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته:




اعضاء منتدى القصص



عيدكم مبارك سعيد






كان يا مكان في قديم الزمان, بداية كلاسيكية, رجل مزلوط اسمه سليم, عرف بالفقر و الشجاعة و خلفية ثقافية لا بأس بها, خلفية ضربت بها الاثال على مر العصور, ما جعله مقصدا للرجال من كل البلدان.

انتشرت قصته بين الدواوير و الحومات, حتى أصبحت حديث الحانات و البيران. وكان لسليم, بنت ورثها عن عمه جوبا المكلوم وهو حي ورثها هو الأخر عن عبدو صاحب تسريحة الشعر الرائعة المعدة من حلاق الدوار عادل الشفناج.

و في يوم من الايام, و بينما يتأمل صاحبنا سليم في الكم الهائل من الزوار والمعجبين الذين اصطفوا أمام باب منزله المتواضع يدفعون الباروك للعريفة المدمنة. سقطت قربه قنبلة يدوية محلية الصنع, حملها المسكين و هو يظنها رسالة من أحد المعجبين فتطايرت اشلائه على وجوه مرتاديه لكنه نجا بكل اعجوبة ليقرر اغلاق منزله و الجوبان و عمه جوبا في ارض الله الواسعة علهما يتزوجان.





ركب جوعا حماره السمين, و تبعه سليم حاملا عصا البيار علها تنير دربه في رحلة اعتباراها تواضعا بحثا عن الحقيقة, و يا لها من حقيقة, حقيقة سليم الضائعة. قطعا الوديان و الجبال, و عفطا على الحشائش و الأعشاب و دوخا عقليهما بالجوانات و البولات. ناما في الحدائق العامة والكوميساريات و التهما كل ما يصادف طريقهما من الحشرات و الدبانات.

بعد شهور وسنوات, استقر بهما المقام في مدينة تيفلت التاريخية, و هناك قررا الإستقرار بعيدا عن صخب المدينة و دخان الطبيعة و مخلفات سنوات الضياع. وهناك أصبحا مضرب الأمثال في نكران الذات و الجود بجسدهما الذي كان رأسمالهما الوحيد لكل المحتاجين و السائلين.

و في يوم من الأيام, قرر جوبا الإنضمام للجيش الفرنسي الذي كان يرابط بالمدينة و هناك عرض خدماته للكولونيل فاندكس الذي رق لحاله فأسكنه ديرا قديمة جوار الثكنة العسكرية. لم يستصغ سليم قرار جوبا فقرر الإنتقام منه وهكذا اتصل بقيادة المقاومة التي دلته على الخلية 13 بقيادة المحارب عدنان.

كان مجرد الإتصال بالعدو جريمة لا تغتفر فكيف يعقل أن يسكت عن انضمام مواطن محلي يحمل اسما عظيما لجيش من المرتزقة لهذا قررت الخلية و بتنسيق مع سليم بتفجير المخيم بمن فيه عبر سلسلة من التفجيرات.

في البداية, قامت خدوج, بنت سليم المتبناة باستدراج مجموعة من الجنود الفرنسيس إلى منزلها حيث جز عدنان و رفيقه عادل رؤوس الجنود, و بهدها تعود خدوج لاستدراج عدد آخر يتكفل بهم قياديا الخلية لى ان وصل عدد القتلى بين الجنود ما يقارب 15 . و كان هذا عدد السرية التي اقتحمت السور مستغلة حالة العربدة التي كان عليها الجنود بمناسبة رأس السنة مرتدين ملابس الجنود الهالكين.
حمل المقاتلون, قنابل يدوية و قاموا بوضعها في مخازن العدو و بيوته إلى أن وصلوا الى غرفة جوبا المنيعة حيث حاولوا اقتحامها لكن الباب كان موصدا بقوة ليعمد سليم إلى المرور عبر النافذة حيث وجد عددا من الجثث لجنود العدو.
و هناك فهم الجميع سبب جوعا الخفي في الالتحاق بجنود العدو ليعانقه جوبا بحرارة و الخنونة تنهمر من انفيهما.


انسحبت الخلية فرحة إلى مداخل المدينة لتسمع بعدها دوي انفجارات صمكت ودنين الحاضرين و بدأت معها أفراح الإنتصار و زغاريد النساء و طلقات النيران لتسطر الخلية 36 ملحمة تاريخية أسطورية, لتصبح رمزا من رموز الجهاد ضد المستعمر.

بعد سنين من الحادث, مازال الناس في المدينة يتذكرون خلفية جوبا الشهيرة و سعة تفكير سليم و شجاعة البقية.


END



تحياتي